ودوا لو تدهـن فيدهنون
لا لإدارة الحراسه للجمعيه العموميه
الكلام المباشر قد يقطع الطريق علي العوده أمام من يمسهم الحديث في لحظة إختبار المصداقيه والدعوة الي وحدة إرادة العمل والموقف ، ودرجنا أن نصمت وأن نتكتم ، حتي صارت الشخصيات في الحقل السياسي أشبه بالمصاب بالإنفـصام ، أو إزدواج الشخصيه، فما يقوله يتوقف علي من يسمع ، وما يكتبه غير قوله ، أما ما يضمره فهو شئ ثالث.
وننحوا الي الالتفاف حول الموضوعات ، ونأبي أن ندخل مباشرة لصلب الموضوع. وتفشت في كل أركان المحروسـه كلمة شـفافيه ، وإن كانت موضوعاتنا جميعها داخل توابيت من البازلت الاسود. وأصبح تعبير "إنت من الأحرار ياعلي" مسار التنكيت والتبكيت.
وإختلطت الألفاظ وتداخلت فما هو صراع أصبح خلاف في التـناول ، وما هو نبيل أصبح جنوحا نحو الطيش ، وما هو تسمية الافعال بمسمياتها أصبح تجاوزا في الأدب ، وما هو تحالف صار غطاءا للمناوره ، وما هو فقير صار مرادفا للموت والعبوديه ، وما هو إختلاس وقرصنه صار شطاره ، وما هو وطن أصبح وجهة نظر ، وما هو مبدأي صار حجر عثره , وما هو انتهازي صار حكمة السياسه والعلم بدهاليزها.
وأذكر يوما أن جلست إلي صديق ــ بدون عبّارة صالحة للغرق ــ وكان الوطن محور الحديث ، وجاء رده :" أن بعد الثوره سـتكون الحاجه الي رجال الدوله ، وهو منهم". وضاعت الثوره ، ويكاد يضيع الوطن ، وما زال ينتظر أن يكون منهم.
وأعقاب 1967 غني أولاد الارض:
لو سابت أي خاين يرعـش يوم الندا
ملعون اللي ما يتكلم
ملعون اللي ما يتألم
ويمد إيده معانا
ويكون للحق فدا
ولم يمضي من الزمن الكثيرحتي كانت قصيدة أمل دنقل هي النشيد القومي ، بعد أن أسقطنا أعلامنا التي دفع االشهداء أرواحهم فداءا لأن تظل مرفوعه ، وبعد أن ضحي الشعب بكل شئ عدا المعاناه لاعوام عشر.
وها نحن نعد ذات الاعوام منذ فرض الحراسه علي النقابه ، وها هي دعاوي التقزيم تملأ الأفق ، وماذا كنا نريد غير رفع الحراسه، وما هي مشكلة أن يتولي أبناء العم ـ من أدوات الحراسـه ـ إدارة الجمعيه العموميه لرفع الحراسـه!!! ويطلبون أن نأكل عيشـا مغموسـا بالمهانه !! ذلك لأن الأفق لديهم أبعد ، ولأن الصدر لديهم أرحب أو لأن الصبر لديهم نفذ!!!
ولعلي أذكر نفسي وأذكركم عندما هب الشعب الايراني لإزاحة الشـاه ، واجتاحت المظاهرات الشوارع الايرانيه ، وتعددت الرسل الي الخميني أن نتشارك في الوزاره ، ورفض ، ثم أن يشـكل الوزاره ، فيرفض ، وأخير يهبط الخميني في مطار طهران ، ويخرج الشاه هائما في الفضاء مرفوضا من العالم إلا من صديقه السادات.
الي كل أصحاب العقول الأرجح ، والصدور الأرحب ، والأفق الأبعد ... عفوا ضاق صدري منكم وترهاتكم ، ولا مجال لحديث العقل وميزان الموقف معكم وليس لكم عندي إلا ما قال أمل دنقل:
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأس ،
أكل الرؤوس سواء ؟!
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك ؟!
وهل تتسـاوي يد .. سـيفها كان لك
بيد سـيفها أثكلك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم ...
جئناك . كن ــ يا أمير ــ الحكم .
سـيقولون:
ها نحن أبناء عم .
قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك .
وإغـرس السيف في جبهة الصحراء ...
إلي أن يجيب العدم .
..................
................
لا تصالح
ولو توجوك بتاج الإمارة .
كيف تخطوا علي جثة ابن أبيك ...؟
وكيف تصير المليك ..
علي أوجه البهجة المستعاره ؟
كبف تنظر في يد من صافحوك ...
فلا تبصر الدم ..
في كل كف ؟
ان سهما أتاني من الخلف ...
سـوف يجيئك من ألف خلف .
فالدم ــ الآن ــ صار وساما وشاره.
لا تصالح ،
ولو توجوك بتاج الإمارة
إن عرشك : سيف
وسيفك : زيف
إذا لم تزن بذؤابته ــ لحظات الشرف
واسـتطبت ــ الترف .
عفوا الأخوه زملاء النقابه ، والمسيرة العسيره ، وقُـلت الحق ...
لن يمكن أن يأتي بالحرية للنقابه إلا مهندسون أحرار، يدركون قيمة أنفسهم وعلمهم ، والأمانة التي بأعناقهم تجاه أمتهم وأبنائهم، هؤلاء هم الشرفاء وهؤلاء من وعدهم الله بنصره.
نحن حققنا وجود كل المهندسين أمام مسئولياتهم ، وهم قادرون علي تحملها. ولا وصاية من أحد عليهم.
ولمن تخونه نفسـه نقول قولة الحق سبحانه وتعالي لرسوله الكريم ، وما أتقاه ، " ودوا لو تدهن فيدهنون "ص ، فأثبتوا ورابطوا وأتقوا الله ، ولا تتخذوا من الحراسـة وليا لامر بأي نفس ضـعفت.
وعلي الله قصد السبيل
من أجل نقابة حره في وطن حر ، نحن معا لرفع الحراسه ولنعيد نقابة المهندسين نقابة قوميه.
مصطفي الغزاوي
No comments:
Post a Comment